الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث كل التفاصيل حول قضية السجين سمير المطوي: العائلة تؤكد فقدان ابنها لعضوه الذكري نتيجة اعتداء أعوان السجـون.. وللإدارة روايـة مغـايـرة

نشر في  25 فيفري 2015  (11:31)

رغم مرور قرابة الأربع سنوات على حادثة تعرضّ نزيل سجن المرناقية وهو المدعو سمير المطوي من مواليد سنة 1980 الى حادثة تسبب له في تمزق الدبر وبتر في الذكر والخصيتين جراء التعفن وفقدان تامّ للمخرج، فان هذه القضية طفت مؤخرا على السطح حيث تداولتها وسائل الاعلام. ونظرا الى أن الروايات تعددت في هذه القضية حيث تؤكد العائلة أن ابنها تعرض الى اعتداء وحشي بواسطة آلة حادة من قبل أعوان السجون، تؤكد الجهات الرسمية أن الاضرار التي لحقت بسمير هي نتيجة وقوعه من الطابق الرابع لمستشفى شارل نيكول أثناء محاولته الهرب بمساعدة شقيقه.
القصة انطلقت سنة 2006 حينما تم القبض على سمير المطوي وحكم عليه بالسجن مدة 37 سنة وهي جملة أحكام لمجموعة من القضايا أبرزها السرقة وتبادل العنف مع الأمنيين، وحسب المعلومات التي مدتنا بها والدة سمير السيدة سلوى بالهادي فان ابنها الثاني سامي وهو الشقيق التوأم لسمير تم القاء القبض عليه هو الآخر وحوكم ب5 سنوات سجنا... مشيرة الى أن ابنيها تعرضا الى أسوأ أنواع التعذيب والتنكيل حدّ تعبيرها مما أجبر سامي على الدخول في اضراب جوع مدة 37 يوما وواصلت محدثتنا كلامها بالتأكيد أن سامي غادر السجن أواخر سنة 2010، في حين تم نقل سمير من سجن المرناقية الى برج العامري وهناك تعرض الى تعفن في امعائه وتعكرت حالته الصحية خاصة أنه يعاني من مرض السكري مما اضطر الأعوان الى نقله الى مستشفى «شارل نيكول»، مبينة أن سمير استغل فرصة وجوده في المستشفى واتصل بشقيقه سامي لمساعدته على الهرب وهو ما تم فعلا حيث اصطحب سامي سيارة خاصة لصديق له الى المستشفى المذكور وكان ذلك في فيفري 2011 ..

تفاصيل الهروب

وذكرت الأم أن سامي تمكن من تهريب شقيقه عبر باب الاستعجالي بالمستشفى وتمكنا من الفرار بعد أن تركا صاحب السيارة الذي تم القاء القبض عليه، مضيفة أن الشقيقين اضطرا الى ايقاف سيارة أجرة لكن في الأثناء حصلت مناوشة كلامية بينهما وبين هذا الأخير مما أثار انتباه أعوان الجيش بالمكان الذين تحولوا لتبيّن الأمر، وفي الأثناء التحق بهم  أعوان السجون، ليتم مجددا القاء القبض على سمير واعادته الى المستشفى صحبة شقيقه..
وأكدت السيدة سلوى أن اعوان السجون عمدوا الى تعنيف كل من سمير وسامي، ثم قاموا بنقل سمير الى «قسم 14 « بالمستشفى المذكور، وهناك تداولوا على الاعتداء عليه بطريقة وحشية حدّ تعبيرها مما افقده الوعي في أكثر من مناسبة، قبل أن يعتدوا عليه بواسطة آلة حادة على مستوى مؤخرته، أمام مرأى ومسمع من الطاقم الطبي ـ والكلام دائما للسيدة سلوى ـ .ونتيجة للاضرار الجسيمة التي لحقت به تم نقله الى غرفة العمليات حيث أجريت له أول عملية جراحية، وواصلت محدثتنا كلامها أنها تحولت في اليوم الموالي للقاء ابنها لكنها ذهلت من هول ما رأت حيث كان سمير في حالة يرثى لها.
وأكدت الوالدة أن الاعتداء الوحشي الذي تعرض له ابنها تسببت في تمزيق الدبر وبتر في الذكر والخصيتين جراء التعفن وفقدان تام لمخرج البول، مؤكدة أن الاضرار التي لحقت بابنها تسبب له في سقوط بدني 100 بالمائة.
وذكرت محدثتنا أنها عجزت عن استلام شهادة طبية تثبت أن ابنها تعرض لاعتداء وحشي من قبل أعوان السجون خاصة بعد أن أكدوا أن الضرر ناجم عن سقوطه من الطابق الرابع..
وبينت السيدة سلوى أنه رغم اطلاق سراح إبنها المعوق فإن عمليات ايقافه تكررت بتهم كيدية حسب تعبيرها حيث اتهم بالسرقة في اكثر من مناسبة وتم القاء القبض عليه رغم أن سمير مريض ويعاني من عجز، وأشارت محدثتنا الى أنه تم التنكيل به من جديد برفض اسعافه في السجن ومداواة جراحه و تبديل كيس التبول الذي يتعفن حاليا.  
واشارت الأم الى أن من بين التهم التي وجهت الى ابنها  الى جانب السرقة هي تكوين خلية ارهابية نائمة، مضيفة أن ابنها يقبع حاليا بالسجن المدني بالمرناقية وحالته الصحية حرجة جدا
ختاما وبعد الاستماع الى الطرفين، وتمكين كليهما من تقديم وجهة نظره في قضية سمير المطوي، نشير الى أن هذا الأخير تحصل في سنة 2012 على السراح الشرطي في 18 سنة و8 أشهر، ونعلم جيّدا أن قانون السراح الشرطي يشترط عدم ارتكاب المعني أية جرائم أخرى خلال فترة السراح والمقدرة بـ 5 سنوات، ونظرا الى كون سمير تم ايقافه خلال فترة السراح الشرطي في أكثر من مناسبة فان قرار الرجوع عن السراح الشرطي وارد جدّا...

ردّ الادارة العامة للسجون الاصلاح

من جهة أخرى وقصد معرفة وجهة نظر الطرف الثاني في القضية، تحولنا الى الادارة العامة للسجون والاصلاح حيث مكننا الناطق الرسمي رضا زغدود من بعض التفاصيل التي تخصّ القضية وقال: «السجين سمير المطوي كان مودعا بسجن المرناقية وكان مصابا بمرض مزمن، وفي الأثناء تمّ نقله الى مستشفى شارل نيكول للتداوي، وفي الليلة الفاصلة بين 6 و7 أفريل 2011 تحديدا على الساعة 23:15 ليلا تمكّن السجين المذكور من الفرار عبر نافذة بيت الراحة التي دخل اليها بدعوى قضاء حاجة بشرية وقد ربط حبلا تبيّن أنه حصل عليه من قبل عائلته، ونظرا لضخامة وزنه ( يفوق الـ 120 كغ ) تمزق الحبل مما أدى الى سقوطه وراء القسم الموجود به، مع العلم أنه كان يقيم بالطابق الرابع من القسم 14، وكان في انتظاره شقيقه «س» وإمرأة « و» ، وعند تفقد من العون المكلف بحراسته وجد بيت الراحة خالية، وعثر على الحبل، وباعلام المكلّفين بحراسة الباب الرئيسي للمستشفى، تمّ غلقه ولم يسمح بأحد بالخروج وهو ما دفع شقيقه ومصاحبته الى محاولة تهريب السجين من قسم الاستعجالي حيث تمّ القبض عليه وعلى شقيقه في حين تمكنت «و» من الفرار ..
وواصل محدثنا كلامه بقوله:» لقد كان السجين في حالة صحية سيئة نتيجة سقوطه وتمّ تحويله مباشرة من قبل الطبيب الذي عاينه بقسم الاستعجالي الى قسم جراحة العظام، الذي مدّنا بتقرير يبيّن حالة السجين الصحية دون أن تقع الاشارة الى مسألة الاعتداء عليه..اضافة الى ذلك فان السجين المعني بقي مقيما بالمستشفى الى أن تمّ اطلاق سراحه شرطيا يوم 23 فيفري 2012 ولم يقع الاشارة سواء من قبله أو من قبل عائلته الى موضوع الاعتداء، كما أنه تم ايداعه في مناسبات أخرى بالسجن ولم يطرح هذا الأمر، وقد مرّت الآن حوالي 4 سنوات عن واقعة الفرار وقضى المعني الجزء الأكبر من هذه المدّة خارج السجن، ولسنا بالتالي مسؤولين عمّا حدث خارج فترات ايقافه وعليه اثبات تعرضه للاعتداء ان وقع خلال فترة ايداعه السجن وأعتقد أن السلط القضائية هي المخوّل اليها قانونيا بسماع جميع الأطراف والرجوع الى كافة الوثائق والملفات سواء الموجودة لدى الادارة العامة للسجون أو بمستشفى شارل نيكول لتبيان الحقيقة».
وختم محدثنا كلامه : لا بدّ من الإشارة الى أنّ أعوان السجون المكلفون بحراسته في الليلة الفاصلة بين 6 و7 أفريل هم من حرصوا على انقاذه ونقله الى قسم جراحة العظام لتلقي العلاج اللازم عكس عائلته التي حاولت اخراجه من المستشفى وهو في حالة صحية سيئة وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار».

تحقيق: سناء الماجري